هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الـــــثـــــــوب . . . !

2 مشترك

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1الـــــثـــــــوب . . . ! Empty الـــــثـــــــوب . . . ! الجمعة يونيو 20, 2008 6:11 am

hazen nablus


نائب المدير العام
نائب المدير العام

الظلام الدامس يغلف هذه الغرفة الباردة. أجلس وحيدة على حافة السرير العتيق وأجهش ببكاء مرير, حلقي

مر كالعلقم, أتمتم بصوت خافت: رحمك الله ياجدتي, يالبرودة هذا المكان بدونك.

بدا شريط الذكرى يدور من جديد, أيقظ في نفسي احساس المرارة والعذاب. ذكريات حاولت تناسيها, لكنها

أبت الا أن تبقى جرحا مفتوحا ينزف دما.

أيقظني من دموعي وحزني صوت عمتي الهادئ وهي تهمس لي :

" بنيتي تعالي...لكي معي شيئ من أمي رحمها الله"

نظرت اليها باستغراب والدموع تخنق عباراتي

" لي أنا؟؟!"

مشيت وراء عمتي في صمت, وفي داخلي ألم يعصر قلبي, فكيف ساقضي أسبوعين اجازة في غرفتها وهي

لم تعد هنا معي. لقد رحلت منذ أسابيع لتخلف وراءها حزن وألم في القلب والروح.

"هاهي الأمانة بنيتي"

نظرت الى عمتي وهي تمسك في يدها ذلك الثوب.

" هل تذكرينه صغيرتي؟؟!"

آه جدتي كيف لاأتذكره, كيف أنسى ذلك الثوب بخيوطه المزركشة, الذي رحل معك في ترحالك, وعاش

معك كل سنوات غربتك وأنتي بعيدة عن وطنك.

آه جدتي كيف أنسى قصتك مع ذلك الثوب وكأن سطورها منقوشة على قلبي وروحي, كيف أنسى ذلك

الثوب وهو مازال يحمل رائحة تراب وطني.

"كيف لاأتذكر ياعمتي وقصته محفورة في ذاكرتي"

كانت عمتي تمسك بالثوب وتضمه لصدرها, وفجأة التفتت الي وطلبت مني أن أرتديه.

تفاجئت بطلبها وحاولت أن أعتذر لكنها كانت مصرة, فنزلت عند رغبتها وارتديت الفستان. كان قلبي يخفق

بسرعة غريبة, وأصابعي ترتعش عند لمس القماش, وحاولت أن أخلعه عندما دخلت علي ابنة عمتي.

سمعتها تطلق تنهيدة عميقة وهي تنظر الي بعيون تملئها الدهشة والاستغراب, فحاولت أن أنزع الثوب عن

جسدي حين سمعتها تنادي والدتها.

أقبلت عمتي ووقفت في الباب تنظر الي غير مصدقة, كيف وهي من طلبت مني أن أرتديه, أم أنني لم أفهم

قصدها بالمعنى الأصح. اقتربت مني وبدون أن أعي شيئ من تصرفاتها احتظنتني بقوة وبحرارة, وأجهشت

بالبكاء كطفلة صغيرة. حاولت أن أفهم وأعي مايدور من حولي حين رأيته يقف بالباب ويراقبني في

صمت, فأغمضت عيوني كي لا أرى شيئا ولاأفكر بشيئ.

"الآن فهمت وصية أمي ولماذا أهدتك هذا الثوب صغيرتي"

" لكنني لم أفهم عمتي ولاأعرف لماذا أنا بالتحديد وليس ابنتك أو أختي الكبرى؟؟!"

ابتسمت عمتي ومسحت دموعها بطرف فستانها, وأمسكت بيدي كيف أجلس الى جوارها.

"لأنها رأت فيك صورة لم نراها نحن, رأت فيك نفسها"

"كيف ؟؟ فأنا لاأشبهها في شيئ عمتي"

"في الملامح لا..لكن رأت مابداخلك ياطفلتي وهذا مالم نكن نراه نحن في السنوات الماضية"

حاولت أن أفهم مغزى كلماتها فربما أعي عن ماذا تتحدث فخانني ذكائي, فلزمت الصمت فهو خير سلاح

لي حين لاأملك ردا.

حظنت ذلك الثوب الى قلبي, وعبق التاريخ ينتشر في شراينني ودمي, ورائحة تراب وطني تملئ أنفي.

http://www.dar4arab.net

2الـــــثـــــــوب . . . ! Empty رد: الـــــثـــــــوب . . . ! الأحد يونيو 22, 2008 11:45 am

الغريب


عضو جديد
عضو جديد

شكرا

https://safety.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى